نـــزف الحنيـــن مديرة المنتديات
عدد الرسائل : 110 المزاج : نايس تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: استراتيجيات سياسيه الأربعاء أبريل 23, 2008 1:48 am | |
| يستند إدراك كثير من المنادين بمقولة قوة اللوبي الصهيوني وأنه يعمل لمصلحة إسرائيل وضد المصلحة الأمريكية إلي مجموعة من المقدمات المنطقية المعقولة التى تكاد تكون بديهية، من وجهة نظرهم . فهم يقولون إننا إذا حكمنا العقل ودرسنا الواقع بشكل موضوعي ودون تحيز، لتوصلنا إلي أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية أن تدخل في معركة مع الشعب العربي، بل من مصلحتها أن تتعاون معه في كل المجالات الممكنة، لأن مثل هذا التعاون سيؤدي إلي استقرار المنطقة العربية، وسيعود علي الولايات المتحدة بالفائدة. فالعالم العربي يشغل موقعا استراتيجيا مهما، فهو يقع في وسط إفريقيا وآسيا، وله امتداد حضاري وسكاني في كلتيهما، وهو شريك أوروبا في حوض البحر الأبيض المتوسط، ويشكل مركز العالم الإسلامي. ولذا، فمن مصلحة الولايات المتحدة أن تكون علاقاتها جيدة مع شعب يشغل مثل هذا الموقع الاستراتيجي، وألا يزاحمها أحد في مثل هذه المكانة علاوة علي هذا، يضم العالم العربي نسبة ضخمة من بترول العالم ومن مخزونه الاستراتيجي المعروف وهذا البترول -كما هو معروف- أمر حيوي بالنسبة للمنظومة الصناعية في الغرب والعرب علي استعداد لبيع هذا البترول. وكما قال أحد المعلقين فإنه ليس من المحتمل أن يشرب العرب البترول الذي ينتجونه كما أن الأسواق العربية من أهم الأسواق من منظور تسويق السلع وكذلك استثمار رأس المال. والعلاقة الطيبة بين الدول العربية والولايات المتحدة ستؤدي حتما إلي تحسين صورتها لا في العالم العربي فحسب، بل في العالم الثالث بأسره. ولكن الولايات المتحدة، هذا البلد العقلاني الذي تحكمه معايير عملية عقلانية مادية باردة لا تسلك حسب هذه المعايير المعقولة البديهية فهي تتمادي في تأييد إسرائيل، وتقف وراءها بكل قوة وتستجلب علي نفسها عداء العرب. مثل هذا الوضع شاذ وغير عقلاني لا يمكن تفسيره إلا بافتراض وجود قوة خارجية، ذات مقدرة ضخمة قادرة علي أن تضغط علي الولايات المتحدة بحيث تتصرف، لا وفق ما تمليه عليها مصالحها الموضوعية وإنما وفق ما تمليه عليها مصالح هذه القوة أي المصالح اليهودية والصهيونية والإسرائيلية التي يمثلها اللوبي اليهودي والصهيوني. ولكن ما لم يطرأ لمثل هؤلاء علي بال هو أنه من المحتمل أن الولايات المتحدة لا تدرك 'مصالحها' بهذه الطريقة التي يتصورون أنها عقلانية، بل لعلها تري أن 'عدم الاستقرار أو 'عدم الاستقرار أفضل وضع بالنسبة لها وأن وضع التجزئة العربية هو ما يخدم 'مصالحها وأن إسرائيل هي أداتها في إيجاد حالة عدم الاستقرار والخادم الحقيقي 'لمصالحها الاستراتيجية' [/size] | |
|